هل أنت من النساء اللواتي تعانين من أعراض مزعج مثل الكحة والسعال أثناء الحمل ؟ إذا كنتي منهم وترغبين بمعرفة معلومات أكثر عن الموضوع فنحن هنا من أجلك.
لا شك بأن الحمل رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية، إلا أن هذه المرحلة الحساسة قد تُرافق أحياناً بأعراض مثل الكحة أو السعال، وهي من أكثر الشكاوى شيوعا بين الحوامل.
ورغم أن السعال في حدّ ذاته لا يشكل خطر مباشر على الجنين، إلا أن الإزعاج المستمر وصعوبة النوم ومخاوف الأدوية غير الآمنة تجعل البحث عن علاج آمن للكحة أثناء الحمل أمر ضروري لكل أم تنتظر طفلها.
في هذا المقال، سنقدّم دليل متكامل حول أسباب الكحة أثناء الحمل، والعلاجات المنزلية والطبية الآمنة، والأدوية التي يجب تجنبها، إضافة إلى نصائح عملية للوقاية ودعم المناعة بطريقة آمنة ومثبتة بشكل علمي.
أسباب الكحة أثناء الحمل:
تحدث الكحة نتيجة استجابة الجسم لإزالة المهيجات أو الالتهابات من الجهاز التنفسي، ولكن أثناء الحمل، تصبح هذه الاستجابة أكثر حساسية نتيجة التغيرات الهرمونية والمناعية.
من أبرز الأسباب العلمية التي تسبب زيادة الكحة خلال الحمل:
التغيرات الهرمونية
يسبب ارتفاع هرمون البروجيستيرون ارتخاء العضلات في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، مما يزيد من احتمال ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء وتهيج الحلق. هذا التهيج المستمر يؤدي إلى كحة جافة متكررة خاصة أثناء الليل.
الارتجاع الحمضي (GERD)
تشير الدراسات إلى أن ما يقارب 50% من النساء الحوامل يعانين من درجات متفاوتة من الارتجاع المعدي، والذي يسبب إحساس بالحرقان في الصدر وكحة مزمنة، خصوصاً في الثلثين الثاني والثالث من الحمل.
نقص المناعة النسبي أثناء الحمل
من الطبيعي أن يضعف الجهاز المناعي جزئياً أثناء الحمل لحماية الجنين من الرفض المناعي، مما يجعل الأم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا أو التهابات الجهاز التنفسي التي ترافقها الكحة.
الحساسية والربو
تعاني بعض الحوامل من تفاقم أعراض الربو أو الحساسية بسبب التغيرات الهرمونية، ما يؤدي إلى سعال متكرر وصعوبة في التنفس في بعض الأحيان.
المهيجات البيئية
الدخان، العطور القوية، المنظفات الكيميائية، والهواء الجاف كلها قد تزيد من تهيّج الحلق والرغبة في السعال.
هل الكحة تشكل خطرا أثناء الحمل؟
تتسائل الكثير من النساء فيما اذا كانت الكحة تشكل خطراً عليها أو على الجنين، رغم أن الكحة البسيطة لا تؤثر على الجنين لأن الرحم يعمل كدرع طبيعي يمتص الاهتزازات ويحمي الطفل لكن هناك علامات تحذيرية تستوجب تدخلًا طبي فوري:
- كحة مستمرة لأكثر من أسبوعين.
- ارتفاع درجة الحرارة أو ألم في الصدر.
- ضيق تنفّس واضح أو صفير أثناء التنفس.
- خروج بلغم أخضر أو دموي.
إذا حدثت لديكي إحدى هذه الأعراض لا تتردي في مراجعة الطبيب لأنها قد تشير إلى التهاب القصبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي.
العلاجات المنزلية الآمنة لتخفيف الكحة أثناء الحمل
قد تعتقدين أن العلاجات الدوائية هي الخيار الأول لعلاج الكحة ولكن الحقيقة غير ذلك حيث تعتبر العلاجات الطبيعية الخيار الأول والأكثر أمان في علاج الكحة للحوامل خاصة في المراحل الأولى من الحمل إذ يفضل تجنب الأدوية قدر الإمكان، ومن أبرز الوسائل المتبعة:
1. العسل الطبيعي
تساعد السوائل الدافئة على تهدئة الحلق وتقليل التهيج وتخفيف المخاط. ومن الخيارات الآمنة:
ماء دافئ مع العسل والليمون
شاي الأعشاب مثل الزنجبيل أو البابونج أو النعناع (باعتدال وبعد استشارة الطبيب)
الحساء والمرق الدافئ
2. العسل
يُعد العسل من أكثر العلاجات الطبيعية أمانًا وفعالية لتخفيف السعال لدى الحوامل. يعمل كمسكن طبيعي للسعال وله خصائص مضادة للميكروبات، مما يساعد على تهدئة تهيج الحلق وتقليل الالتهاب. يمكن تناول ملعقة من العسل قبل النوم أو خلطه بالماء الدافئ لتقليل جفاف الحلق وتهدئة السعال الليلي، مما يساعد الحامل على النوم براحة أكبر.
3. استنشاق البخار
يساعد استنشاق البخار من وعاء ماء ساخن أو أخذ حمام دافئ على فتح الممرات الأنفية وتخفيف السعال الناتج عن الاحتقان. يمكن إضافة بضع قطرات من زيت الأوكالبتوس (بعد موافقة الطبيب) لزيادة الفعالية.
4. أجهزة ترطيب الهواء (المرطبات)
يؤدي الهواء الجاف إلى تفاقم السعال، لذا فإن استخدام جهاز ترطيب الهواء في غرفة النوم ليلاً يساعد على الحفاظ على رطوبة الجو، ويمنع جفاف الحلق ويقلل من التهيج.
5. الغرغرة بالماء المالح
تساعد الغرغرة بالماء الدافئ المملح على تهدئة التهاب الحلق وتقليل التورم وقتل البكتيريا. وهي طريقة آمنة وفعالة للنساء الحوامل.
6. الراحة والترطيب الجيد
تعزز الراحة الكافية مناعة الجسم، كما أن شرب 8–10 أكواب من الماء يوميًا يحافظ على ترطيب الحلق ويساعد على تليين المخاط.
7. رفع الرأس أثناء النوم
إذا كان السعال يزداد ليلاً بسبب الارتجاع الحمضي، فإن رفع الرأس باستخدام الوسائد يمكن أن يساعد في منع صعود الحمض الذي يهيج الحلق.
خيارات العلاج الطبي: ما هو الآمن أثناء الحمل؟
في بعض الأحيان، قد لا تكون العلاجات المنزلية كافية. وقد تتساءل: “هل يمكن للمرأة الحامل تناول شراب السعال؟”
الإجابة هي: يمكن ذلك فقط مع بعض الأدوية المحددة، ويجب أن يكون دائمًا تحت إشراف الطبيب.
1. الأدوية الآمنة المتوفرة دون وصفة طبية (بموافقة الطبيب)
شراب السعال البسيط الخالي من الكحول أو الكوديين (مثل الشراب المحتوي على الجلسرين).
أقراص المص أو الحلوى الطبية التي تحتوي على المنثول أو العسل.
بخاخات الأنف المالحة لعلاج السعال الناتج عن الاحتقان.
2. الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب
في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب مضادات حيوية (لعلاج الالتهابات البكتيرية) أو بخاخات آمنة للربو.
سيقوم الطبيب بتقييم المخاطر والفوائد بعناية قبل وصف أي دواء لضمان سلامة الأم والجنين.
ما يجب تجنبه أثناء الحمل عند علاج السعال
ليست جميع أدوية السعال آمنة للنساء الحوامل، فبعض المكونات قد تضر بالحمل أو تؤثر سلبًا على نمو الجنين.
العلاجات غير الآمنة تشمل:
شرابات السعال التي تحتوي على الكوديين أو الكحول – قد تسبب تشوهات خلقية أو تؤثر على نمو الجنين.
مزيلات الاحتقان مثل السودوإيفيدرين والفينيليفرين – قد تقلل من تدفق الدم إلى المشيمة.
العلاجات العشبية القوية غير المعتمدة من الطبيب (مثل شاي عرق السوس أو بعض الزيوت العطرية).
تناول الأدوية دون استشارة طبية – قد يعرض الأم والجنين لمخاطر غير متوقعة.
الوقاية من السعال أثناء الحمل
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج. وفيما يلي بعض الطرق العملية لتقليل خطر الإصابة بالسعال أثناء الحمل:
1. الحفاظ على رطوبة الهواء داخل المنزل
يساعد استخدام جهاز ترطيب الهواء على منع جفاف الحلق وتهيجه.
2. تجنب مسببات الحساسية والمهيجات
ابتعدي قدر الإمكان عن الدخان والعطور القوية والمواد الكيميائية الخاصة بالتنظيف والغبار.
3. الحفاظ على الترطيب الجيد
يساعد شرب كميات كافية من الماء على منع جفاف الحلق والحفاظ على سيولة المخاط.
4. تقوية المناعة
تناولي نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على فيتامين C والزنك ومضادات الأكسدة.
احرصي على تناول الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة.
احصلي على قسط كافٍ من النوم ومارسي التمارين الخفيفة المسموح بها من قبل الطبيب.
5. التطعيمات
لقاح الإنفلونزا وغيره من اللقاحات الموصى بها من قبل الطبيب آمنة أثناء الحمل، وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية.
متى يجب مراجعة الطبيب
يُنصح بطلب المشورة الطبية إذا ظهرت عليكِ أي من الأعراض التالية:
سعال يستمر لأكثر من أسبوعين
ارتفاع في درجة الحرارة أو قشعريرة
صعوبة في التنفس أو صفير أثناء التنفس
التهاب شديد في الحلق أو ألم في الأذن
خروج دم أو بلغم سميك أخضر اللون عند السعال
الفحص الطبي المبكر يضمن سلامتك وسلامة جنينك، ويساعد على علاج السبب بسرعة وأمان.
الخلاصة
قد يكون السعال أثناء الحمل مزعجًا، لكنه في الغالب لا يشكل خطرًا على الجنين. المفتاح هو استخدام العلاجات الآمنة مثل العسل، والسوائل الدافئة، واستنشاق البخار، والحصول على قسط كافٍ من الراحة. قد تكون بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية آمنة، ولكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
تجنبي العلاجات الضارة مثل شرابات السعال التي تحتوي على الكوديين، أو الأدوية التي تحتوي على الكحول، أو مزيلات الاحتقان القوية. تساعد الوقاية من خلال الترطيب الجيد، ونمط الحياة الصحي، وتجنب المهيجات على تقليل السعال بشكل طبيعي.
والأهم من ذلك، إذا كان السعال مستمرًا أو شديدًا أو مصحوبًا بالحمى أو صعوبة في التنفس، فاستشيري الطبيب فورًا.
بالعناية المناسبة، يمكنكِ السيطرة على السعال بأمان والاستمتاع بحمل صحي وآمن.
أسئلة شائعة حول الكحة أثناء الحمل
هل العسل آمن أثناء الحمل؟
نعم، العسل المبستر آمن وفعال في تهدئة السعال، لكن يُمنع إعطاؤه للأطفال دون السنة الأولى لأنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
هل يمكن تناول شراب الكحة؟
يمكن استخدام الأنواع الخالية من الكحول والكوكايين بعد استشارة الطبيب فقط.
هل الكحة تضر الجنين؟
لا، الكحة الخفيفة لا تضر الجنين لكن الالتهابات الرئوية قد تتطلب متابعة دقيقة.
ما أفضل طريقة لوقف الكحة ليلاً؟
تناول مشروب دافئ مع العسل قبل النوم، واستخدام وسادتين لرفع الرأس أثناء النوم.