العصب السابع هو العصب المسؤول عن تحريك معظم عضلات الوجه، بما في ذلك الاعصاب التي تساعدنا على الابتسام، العبوس، إغلاق الجفون، وتحريك الحواجب. كما يلعب دورًا مهمًا في وظائف أخرى مثل التذوق وإفراز الدموع واللعاب.
شلل العصب السابع يكون في كثير من الأحيان مجهول السبب كذلك كان يعرف سابقًا باسم شلل بيل Bell’s Palsy.
تظهر مجموعة من أعراض العصب السابع قبل حدوثه التي قد تكون مزعجة ومقلقة، تتمثل أعراض شلل العصب الوجهي في ضعف عضلي نصفي في الوجه يشمل الجزءين العلوي والسفلي، وغالبا عندما تظهر علامات تحذيرية subtle وغير واضحة قبل ظهور الشلل بشكل كامليتم تجاهلها أو ربطها بحالات أخرى مثل الإجهاد أو التهاب الأذن.
غالبًا ما يسبق الألم خلف الأذن ظهور الضعف الوجهي في حالات شلل العصب الوجهي مجهول السبب.
ويتطور الضعف العضلي، والذي قد يصل إلى شلل كامل، خلال ساعات، ويبلغ ذروته عادةً في غضون 48 إلى 72 ساعة.
في هذا المقال، سنستعرض أكثر 15 عرضًا مبكرًا شائعًا قد تدل على بداية تأثر العصب السابع قبل أن يتطور إلى شلل واضح. سيساعدك هذا الدليل على ملاحظة هذه العلامات في الوقت المناسب، وفهم متى يجب طلب المشورة الطبية دون تأخير.
ما هو العصب السابع؟
العصب الوجهي هو العصب السابع، ويحتوي على ألياف عصبية حركية، حسية، ونظيرة للودية (إفرازية)، والتي توفر التعصيب لعدة مناطق في الرأس والعنق. ويتكون العصب الوجهي من ثلاثة أنوية رئيسية:
- النواة الحركية الأساسية
- الأنوية النظيرة للودية
- النواة الحسية
للعصب السابع أربع وظائف رئيسية:
- الحركة الجسدية العامة (الألياف الحركية): تزود عضلات الوجه.
- الإفراز الحشوي العام (الألياف النظيرة للودية): تغذي الغدد اللعابية تحت الفك وتحت اللسان، بالإضافة إلى الغدة الدمعية.
- الإحساس الحشوي الخاص: الشعور بالتذوق من الثلثين الأماميين من اللسان.
- الإحساس الجسدي العام: الإحساس الجلدي من صيوان الأذن والقناة السمعية الخارجية.
يُعد العصب السابع عُرضة للتلف بسبب عدة عوامل تتعلق بمساره التشريحي الحساس والمعقد. فهو يمتد عبر مناطق ضيقة في الجمجمة، مما يزيد من احتمالية تأثره بالضغط أو الالتهاب أو الإصابة. كما يمر داخل الغدة النكفية، الأمر الذي يجعله معرضًا للتلف أثناء العمليات الجراحية في هذه المنطقة، مثل استئصال أورام الغدة النكفية. بالإضافة إلى ذلك، يقع العصب الوجهي بالقرب من العصب الدهليزي القوقعي، ما يزيد من خطر إصابته أثناء إزالة أورام مثل الورم العصبي السمعي. ولا يمكن إغفال تأثير بعض الفيروسات، كفيروس الهربس البسيط، الذي يُعتقد أنه يلعب دورًا في حالات شلل الوجه النصفي (شلل بيل).
يمكن أن يحدث تلف العصب الوجهي نتيجة لأسباب متعددة، منها: أسباب علاجية (ناتجة عن التدخل الطبي)، إصابات رضحية، سكتات دماغية، شلل بيل مجهول السبب، الأورام، أو التهاب السحايا الحبيبي. من المهم جدًا التعرف ليس فقط على سبب الشلل، وإنما أيضًا تحديد الجهة التي حدث فيها هذا التلف.
15 أعراض العصب السابع قبل حدوثه
- ضعف أو ثقل خفيف في جانب الوجه
يبدأ الشخص بالشعور أن جانبًا من وجهه “أثقل” من المعتاد أو غير متوازن. قد لا يكون هناك شلل واضح بعد، لكن عند محاولة الابتسام أو الضحك، يبدو أحد الجانبين أضعف. هذا الإحساس هو أول إنذار بأن العصب السابع بدأ يتأثر. - تنميل أو وخز حول العينين أو الشفتين
يشعر المريض بوخز يشبه الإبر الدقيقة، أو تنميل يشبه ما يحدث عند انضغاط الأعصاب. غالبًا ما يظهر هذا في الشفة العليا أو حول العين في الجهة المصابة. يدل هذا على تغير مبكر في توصيل العصب الحسي المصاحب للعصب السابع. - ارتعاشات أو تشنجات عضلية طفيفة في الوجه
قد تلاحظ رعشة خفيفة تحت العين أو حول الفم، وهي حركات عضلية لا إرادية ومزعجة، لكنها لا تكون مؤلمة. تدل هذه التشنجات على اضطراب بسيط في الإشارات العصبية الواصلة إلى عضلات الوجه. - تغير في التذوق، خاصة في مقدمة اللسان
تبدأ المأكولات والمشروبات بفقدان نكهتها أو بطعم مختلف وغير معتاد، خصوصًا الحلو أو المالح. ذلك لأن العصب السابع يحتوي على ألياف حسية تغذي ثلثي اللسان الأمامي. - هبوط طفيف في جانب واحد من الفم أو الجفن
يظهر الفم بشكل غير متوازن، وقد يبدو أحد الجانبين مائلًا إلى الأسفل قليلًا. أحيانًا يُلاحظ هذا أكثر عند الضحك أو النفخ. هو من الأعراض البصرية المبكرة التي تُنذر بخلل في وظيفة العضلات الوجهية. - صعوبة في إغلاق إحدى العينين بالكامل
عند محاولة غلق العين، تبقى فجوة صغيرة، ما يؤدي إلى جفاف العين وتهيّجها. هذا عرض خطير لأنه قد يسبب تقرح القرنية إذا تُرك دون علاج، ويشير إلى ضعف العضلة الدويرية العينية المسؤولة عن الغلق. - فرط الحساسية للأصوات (Hyperacusis)
تصبح الأصوات اليومية خصوصًا الحادة مثل صوت الاطفال أو العائلة مجتمعة، الصحون أصبحت مزعجة بشكل غير طبيعي. ذلك لأن العصب السابع يغذي عضلة الركاب في الأذن الوسطى، وهي مسؤولة عن كتم الأصوات العالية. - جفاف في العين أو الفم دون سبب واضح
يشكو المصاب من جفاف مزعج في العين أو الفم، حتى في الأوقات التي لا يكون فيها الجو جافًا. السبب هو تأثر الغدد الدمعية واللعابية التي يتحكم فيها العصب السابع. - ألم خلف الأذن أو حول الفك في الجهة المصابة
ألم مستمر أو نابض خلف الأذن قد يظهر قبل الشلل بأيام. هذا الألم ناتج عن التهاب العصب داخل القناة العظمية، ما يؤدي إلى ضغط داخلي يسبب الإحساس بعدم الراحة. - صداع موضعي في جانب واحد من الرأس
يشعر المريض بصداع ثابت أو متقطع في نفس جهة الوجه التي ستتأثر لاحقًا. لا يكون هذا الصداع عادةً قويًا، لكنه علامة على بدء التهيّج أو الالتهاب العصبي. - تلعثم أو عدم وضوح في نطق الكلمات
يبدأ المريض بصعوبة في لفظ بعض الحروف مثل “ب”، “ف”، و”م” بسبب ضعف حركة الشفاه. التلعثم يكون بسيطًا لكنه ملحوظ، خاصة عند التحدث لفترات طويلة. - عدم القدرة على عمل تعابير وجه كاملة
عند محاولة الابتسام، رفع الحاجبين أو التجهم، تكون الاستجابة غير متوازنة، ويبدو جانب من الوجه أقل حيوية. هذا مؤشر مبكر على شلل جزئي للعضلات التعبيرية. - حساسية للضوء بسبب ضعف في إغلاق العين
نظرًا لصعوبة رمش العين أو غلقها، تصبح العين مكشوفة للضوء والأتربة. هذا يسبب شعورًا بالانزعاج في الأماكن المضاءة بشدة وقد يزيد من خطر التهابات سطح العين. - شعور بتيبّس أو شدّ في عضلات الوجه
قد يشعر الشخص بأن عضلات وجهه مشدودة أو “متيبسة”، كأنها تقاوم الحركة. هذا عرض غامض لكنه شائع في المراحل الأولى من الإصابة، ويعكس اضطرابًا في التناغم العضلي. - زيادة مفاجئة في الدموع أو سيلان العين من جهة واحدة
على الرغم من الجفاف، إلا أن العين قد تدمع أكثر من اللازم كردّ فعل لتهيج القرنية أو التعرّض. هذه الدموع تكون لا إرادية وغالبًا ما تظهر في الجانب المتأثر فقط.
استكشف خدماتنا الصحية الشاملة والرعاية الطبية الموثوقة.
لماذا تعتبر الأعراض المبكرة مهمة؟
تكمن خطورة التهاب العصب الوجهي، بالإضافة إلى الألم الشديد، في احتمالية تطور مضاعفات خطيرة، مثل:
الشلل أو ضعف العضلات (الشلل الجزئي أو الكلي): أي فقدان جزئي أو كامل للإحساس أو القدرة على تحريك عضلات الوجه. إذا طال الالتهاب أو تم العلاج بشكل غير صحيح، كذلك الحركات غير الإرادية (السينكينيزيا) والتي هي عبارة عن انقباضات لا إرادية لعضلات الجانب السليم من الوجه عند محاولة تحريك الجانب المصاب. على سبيل المثال، عند محاولة الابتسام، قد تنغلق إحدى العينين أو كلاهما، كذلك تدهور الرؤية، وصولًا إلى العمى: نتيجة لجفاف العين الناتج عن الالتهاب، مما يؤدي إلى تلف القرنية. وبالتالي، هناك احتمال لفقدان الرؤية كليًا أو جزئيًا.
معرفة الأعراض المبكرة له دور كبير في تشخيص وعلاج الحالات التي تصيب العصب الوجهي، وخاصة شلل الوجه المحيطي مثل شلل بيل أو الحالات المرتبطة بمتلازمة غيلان-باريه. فهم العلامات المبكرة يساعد في الوقاية من المضاعفات وتحقيق نتائج علاجية أفضل.
تبدأ الأعراض بشعور بوخز غير مريح في مؤخرة الرأس، ثم شعور بالشد، والتنميل، و”طلقات” في منطقة العينين، عظام الوجنتين، والجبهة.
لاحقًا، يتطور الوخز إلى نوبات ألم تشبه الطعنات، يمكن أن تثيرها أمور بسيطة مثل غسل الوجه أو تنظيف الأسنان، أو حتى نسمة هواء خفيفة. وغالبًا ما يظهر الألم في المساء ويؤثر على النوم.
تحدث نوبات الألم عدة مرات في اليوم أو في الأسبوع، يعقبها فترات خفيفة من التحسن، ثم يعود الألم أكثر حدة، ويؤثر على منطقة الحاجبين، العينين، الوجنتين، والخدين.
كما يوجد التهاب عصبي خلقي في بعض الحالات، يظهر على شكل شلل في عضلات الوجه، ويكون سببه تطور غير سليم للدماغ خلال فترة الحمل.
تجاهل الأعراض أو اللجوء للعلاج الذاتي خطير جدًا، إذ يمكن أن تتطور المضاعفات بسرعة، خصوصًا لدى الأطفال.
كلما تم التعرف على الأعراض وعلاجها في مراحلها الأولى، زادت فرص استعادة الوظائف العصبية بشكل كامل. التدخل المبكر يشمل:
- استخدام الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب
- إعطاء أدوية مضادة للفيروسات عند الاشتباه بعدوى مثل فيروس إبشتاين-بار
- البدء بالعلاج الطبيعي للعضلات الوجهية لتقليل التصلب
كما أن التشخيص المبكر لحالات مثل متلازمة غيلان-باريه يمنع تفاقم الحالة العصبية ووصول الشلل إلى عضلات التنفس.
في كثير من الحالات، تكون الأعراض البسيطة بمثابة تحذير مبكر. على سبيل المثال:
- ضعف بسيط في إغلاق الجفن
- تغير طفيف في تعابير الوجه
- شعور بثقل في جانب الوجه
تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى تطور الشلل الكامل خلال أيام قليلة، خاصة في الحالات الفيروسية أو المناعية. ولهذا السبب، فإن الانتباه لأي تغيير غير معتاد في وظيفة الوجه مهم جدًا لتفادي مضاعفات دائمة.
أسباب مشاكل العصب السابع
في السابق، كان يُعتقد أن شلل بيل هو شكل من أشكال شلل العصب الوجهي المحيطي (العصب القحفي السابع) مجهول السبب. شلل بيل (Bell’s Palsy) هو التهاب مفاجئ وغير مفسّر للعصب السابع، ويعد السبب الأكثر شيوعًا للشلل الوجهي المحيطي. غالبًا ما يُعتقد أن سببه عدوى فيروسية كامنة تُفعّل من جديد، ما يؤدي إلى تورم العصب داخل القناة العظمية، ويؤثر على وظيفته.
ومع ذلك، يُنظر اليوم إلى شلل العصب الوجهي على أنه متلازمة سريرية لها تفريق تشخيصي خاص بها، ولم يعد مصطلح “شلل بيل” يُعتبر دائمًا مرادفًا لشلل العصب الوجهي مجهول السبب.
نصف الحالات من شلل العصب الوجهي تكون بسبب أسباب مجهولة.
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطراب أو خلل في وظيفة العصب الوجهي (العصب القحفي السابع)، ومن بينها تورم العصب الوجهي نتيجة اضطراب مناعي أو فيروسي. وتشير الأدلة الحديثة إلى أن الفيروسات التي تؤدي إلى التهاب أو تلف في العصب السابع، تشمل:
- عدوى فيروس الهربس البسيط (الأكثر شيوعًا)
- فيروس الهربس النطاقي (قد يكون السبب الثاني الأكثر شيوعًا)
وتشمل الأسباب الفيروسية الأخرى:
فيروس كورونا (SARS-CoV-2)، وفيروس كوكساكي، وفيروس المضخم للخلايا (CMV)، والفيروس الغدي (Adenovirus)، وفيروس إبشتاين-بار، والنُكاف، والحصبة الألمانية (الروبيلا)، وفيروس الإنفلونزا B.
يتعرض العصب المتورم لأقصى درجات الضغط عند مروره عبر الجزء المتاهتي (اللابيرنثي) من القناة الوجهية، مما يؤدي إلى نقص التروية والضعف العضلي.
هناك أيضًا اضطرابات أخرى قد تسبب شلل العصب الوجهي، مثل:
داء السكري، داء لايم، والساركويد.
ويُلاحظ أن داء لايم قد يسبب شللًا وجهيًا ثنائي الجانب، على عكس شلل بيل الذي يكون عادةً أحادي الجانب.
وبشكل خاص لدى الأشخاص من أصل أفريقي، تُعد الساركويد من الأسباب الشائعة لشلل العصب الوجهي، وقد تظهر أيضًا على جانبي الوجه.
كذلك وجود أورام في منطقة الدماغ، أو قاعدة الجمجمة، أو الغدة النكافية، قد يُحدث ضغطًا على مسار العصب السابع، مما يعيق نقله للإشارات العصبية بشكل طبيعي. من الأمثلة على هذه الأورام: الورم الشفاني للعصب السمعي (Vestibular Schwannoma) أو الأورام الخبيثة في الرأس والعنق.
في بعض الحالات، تهاجم خلايا المناعة في الجسم أعصابًا معينة عن طريق الخطأ، كما يحدث في متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré syndrome)، وهي حالة نادرة يمكن أن تؤدي إلى شلل سريع الانتشار يبدأ في الأطراف وقد يشمل الأعصاب القحفية، ومنها العصب السابع.
كيفية التمييز بين هذه الأعراض وحالات أخرى
تُعد السكتة الدماغية والعصب الوجهي حالتين طبيّتين مختلفتين، لكن كلتاهما يمكن أن تسبب شللًا في جانب واحد من الوجه. من الأعراض الشائعة في الحالتين: عدم القدرة على إغلاق العين وتدلّي عضلات الوجه في الجهة المصابة. ومع ذلك، من الضروري معرفة السبب الحقيقي للحالة، لأن العلاج يختلف تمامًا بين السكتة الدماغية والعصب الوجهي.
ومن أهم الفروق في الأعراض بين العصب الوجهي والسكتة الدماغية
توجد أعراض قد تتشابه في الحالتين، مثل: الصداع ، صعوبة في تناول الطعام ، مشاكل في الكلام، سيلان اللعاب
لكن توجد أعراض مميزة لكل حالة:
العصب الوجهي: دموع مفرطة من العين في الجانب المصاب، تغيرات في حاسة التذوق، حساسية مفرطة للأصوات، طنين في الأذن.
في السكتة الدماغية: صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة، تثبّت النظر في اتجاه معين، مشاكل في المشي وفقدان التوازن، تغيرات في الرؤية، خدر أو تنميل في جانب واحد من الجسم، ضعف في الذراع أو الساق في نفس الجانب.
يعتمد علاج السكتة الدماغية على نوع السكتة وتاريخ المريض الصحي، حتى في حالات الإعاقة، يعمل فريق الرعاية الصحية على استعادة أكبر قدر ممكن من الاستقلالية والوظائف. الهدف الأساسي هو عودة المريض إلى نمط حياته السابق بأقل قدر من الإعاقة.
يمكن أن تُسبب الشقيقة أعراضًا تشبه اضطرابات العصب الوجهي مثل وخز الوجه، الحساسية للضوء، أو اضطرابات بصرية، لكنها غالبًا ما تكون مصحوبة بـ صداع شديد، غثيان، أو أعراض هالة (aura). كما أن أعراض الوجه المصاحبة للشقيقة تكون مؤقتة وتختفي مع انتهاء النوبة، في حين أن أعراض العصب الوجهي تميل إلى التطور تدريجيًا وتدوم لفترة أطول مع ضعف أو شلل واضح في عضلات الوجه.
أما بالنسبة للعصب ثلاثي التوائم هو أكبر الأعصاب القحفية الاثني عشر المزدوجة، وينقل الإحساس من الوجه وتجويف الفم والأغشية المخاطية إلى الدماغ. يتفرع إلى ثلاثة فروع:
- الفرع الأول هو الفرع العيني (V1) ويوفر الإحساس لأعلى وأمام الرأس، والعينين، والأم الجافية، والجيب الجبهي.
- الفرع الثاني هو الفرع الفكي العلوي (V2) ويوفر الإحساس للجزء الأوسط من الوجه، مثل الخد، والجيب الفكي، والشفة العليا، والأسنان واللثة العلوية.
- الفرع الثالث هو الفرع الفكي السفلي (V3)، وهو الفرع الوحيد الذي يحتوي على وظائف حسية وحركية، ويعصب جلد الجزء السفلي من الوجه، والأسنان السفلية، واللسان، ومفصل الفك الصدغي، وعضلات الفك.
يتحكم في الإحساس بالوجه وعضلات المضغ، بينما يتحكم العصب الوجهي (العصب القحفي السابع) في تعابير الوجه. إذا كان الشخص يعاني من ألم حارق أو إحساس يشبه الصدمات الكهربائية في الخد أو الفك، فقد يكون السبب ألم العصب ثلاثي التوائم. أما مشاكل العصب الوجهي، فهي تسبب ضعفًا أو شللًا في عضلات الوجه، ونادرًا ما يكون الألم هو العرض الرئيسي.
بغض النظر عن نوع الأعراض، يجب مراجعة الطبيب فورًا. قد يطلب الطبيب تصويرًا بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT)، بالإضافة إلى تحاليل دم مثل تعداد الكريات البيضاء ومستوى السكر لاستبعاد العدوى أو مرض السكري. كما قد يحتاج الطبيب لإجراء فحوصات إضافية لتحديد المشكلة والمرض بدقة.
ماذا تفعل إذا لاحظت هذه الأعراض؟
إذا كنت تعاني من أعراض عصبية مثل الصداع أو مشاكل في النوم أو فقدان الذاكرة، فهناك العديد من الاختبارات والإجراءات التي قد يقوم بها الطبيب لمعرفة إذا كنت تعاني من اضطراب في الدماغ أو حالة طبية أخرى. في حين أن بعض اضطرابات الدماغ قد تكون صعبة التشخيص، فإن البحث العلمي قد تقدم بشكل كبير في قدرتنا على الكشف عن العديد من الاضطرابات العصبية والأمراض المتعلقة بها وعلاجها.
فاذا لاحظت اي اعراض مثل المذكورة في الاعلى فمن الضروري:
التوجه إلى طبيب الأعصاب حتى يقيم حالتك بشكل شامل ويقوم بتوجيهك إلى الفحوصات اللازمة.
في بعض الحالات، قد يكون الطبيب المختص في الأنف والأذن والحنجرة (ENT) هو الأكثر خبرة في التعامل مع مشكلات العصب الوجهي، نظرًا لأنه يتعامل مع الحالات التي تشمل الاضطرابات التي تؤثر على الوجه والفم.
يقوم أطباء الأعصاب أو الأطباء المتخصصون المدربون خصيصًا مثل الممارس الطبي المعتمد أو مساعد الطبيب بإجراء الفحص. يقوم هذا المتخصص بتشخيص وعلاج اضطرابات الدماغ والأعصاب والحبل الشوكي. بعض أطباء الأعصاب متخصصون في مجالات مثل اضطرابات الحركة أو الصرع أو طب الأعصاب للأطفال.
يبدأ التقييم بمقابلة حول الأعراض، بما في ذلك مدة الأعراض وكيف تؤثر على حياتك اليومية. سيرغب طبيب الأعصاب في معرفة عن المشكلات الطبية الأخرى التي تعاني منها. بعد ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء الفحص الجسدي.
كجزء من الفحص العصبي، سيقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص جسدي لاختبار جانب أو أكثر من جوانب وظيفة الجهاز العصبي. تشمل هذه الاختبارات:
- الحالة العقلية (الإدراك): يتم اختبار الإدراك للحصول على معلومات حول التفكير والذاكرة والحالة العاطفية.
- تقييم الأعصاب القحفية: تساعد هذه الخطوة في تحديد الاضطرابات التي تؤثر على مناطق معينة من الدماغ.
- الحركة، التنسيق والتوازن: تهدف هذه الاختبارات إلى تقييم كيفية تواصل الدماغ مع العضلات التي تساعد في الحركة.
- الإنعكاسات: يقوم الطبيب باختبار استجابة الجسم للمنبهات.
- الفحص الحسي: يقيم هذا الجزء من الفحص قدرتك على إدراك الألم والحرارة واللمس.
- مستوى الوعي: في حالة عدم وعيك بالكامل، يتم تقييم نشاط الدماغ.
- الجهاز العصبي التلقائي: يتضمن ذلك فحص الوظائف الحيوية مثل التنفس وضغط الدم.
سيقوم طبيب الأعصاب بشرح النتائج بمجرد الانتهاء من الفحص. إذا كانت النتائج لا تقع ضمن النطاق الطبيعي، قد يطلب طبيب الأعصاب اختبارات إضافية لمعرفة المزيد، مثل:
- اختبارات الدم لاستبعاد الحالات الأخرى مثل نقص الفيتامينات.
- دراسات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT).
- تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) لفحص الوظائف الكهربائية للدماغ.
- تخطيط كهربائية العضلات (EMG) ودراسات توصيل الأعصاب لفحص الأعصاب والعضلات.
- البزل القطني (اللومبار).
من المهم أن يتم التشخيص والعلاج في مراحل مبكرة للحد من الأضرار المحتملة للعصب ومن خيارات العلاج المبكر:
- الأدوية: في حالات مثل ألم العصب الوجهي أو الاضطرابات العصبية الأخرى، يمكن أن توصف أدوية مثل مضادات الاختلاج (مثل الكاربامازيبين) أو مسكنات الألم القوية. قد تشمل الخيارات الأخرى أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادة للتشنجات تساعد في تقليل الألم العصبي.
- العلاج الطبيعي: في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى علاج طبيعي أو تمارين للوجه للمساعدة في تقوية العضلات وتقليل الأعراض.
الحقن أو الجراحة: في بعض الحالات المتقدمة أو المزمنة، قد يتطلب العلاج التدخل الجراحي أو الحقن مثل حقن البوتوكس أو عمليات جراحية لإزالة الضغط على العصب.
خيارات العلاج والتعامل مع الحالة
تتعدد خيارات العلاج والإدارة لاضطرابات الأعصاب، وتهدف بشكل رئيسي إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للمرضى. وفيما يلي بعض الخيارات العلاجية المتاحة:
- الأدوية (الكورتيكوستيرويدات، المضادات الفيروسية)
- الكورتيكوستيرويدات: تستخدم لتقليل الالتهاب والتورم المرتبط بالعديد من الاضطرابات العصبية، مثل شلل العصب الوجهي. تساعد هذه الأدوية في تخفيف الأعراض وتسرع من التعافي.
- المضادات الفيروسية: في حالات معينة، مثل التهاب العصب الوجهي الناجم عن الفيروس (مثل فيروس الهربس)، قد يتم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات للمساعدة في تقليل الأعراض ومنع تدهور الحالة.
- الكورتيكوستيرويدات: تستخدم لتقليل الالتهاب والتورم المرتبط بالعديد من الاضطرابات العصبية، مثل شلل العصب الوجهي. تساعد هذه الأدوية في تخفيف الأعراض وتسرع من التعافي.
- العلاج الطبيعي لعضلات الوجه
- يشمل العلاج الطبيعي تقنيات متعددة تهدف إلى تقوية عضلات الوجه واستعادة الحركة الطبيعية لها. يساعد العلاج الطبيعي على تحسين التنسيق العضلي والقدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح.
- في هذا السياق، يمكن الاستفادة من خدمات العلاج الطبيعي المقدمة من شركة سلام للرعاية الصحية المنزلية، حيث تقدم الرعاية المتخصصة لمرضى شلل العصب الوجهي من خلال جلسات علاجية مخصصة للعضلات والوجه. يركز هذا النوع من العلاج على تحسين حركة الوجه من خلال تمارين متخصصة تحت إشراف أطباء مختصين، مما يساهم في تسريع الشفاء وتقليل التأثيرات الجانبية على الحياة اليومية.
- يشمل العلاج الطبيعي تقنيات متعددة تهدف إلى تقوية عضلات الوجه واستعادة الحركة الطبيعية لها. يساعد العلاج الطبيعي على تحسين التنسيق العضلي والقدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح.
- استراتيجيات حماية العين (إذا كانت الوميض ضعيفًا)
- في حالات ضعف الوميض بسبب الإصابة بالشلل الوجهي أو اضطرابات أخرى، يصبح من الضروري حماية العينين. يُنصح باستخدام قطرات مرطبة للعينين أو ارتداء واقيات خاصة للعينين، وذلك لمنع جفاف العينين أو حدوث التهابات نتيجة للغلق غير الكامل للجفن.
- في حالات ضعف الوميض بسبب الإصابة بالشلل الوجهي أو اضطرابات أخرى، يصبح من الضروري حماية العينين. يُنصح باستخدام قطرات مرطبة للعينين أو ارتداء واقيات خاصة للعينين، وذلك لمنع جفاف العينين أو حدوث التهابات نتيجة للغلق غير الكامل للجفن.
يمكن أيضًا استخدام شرائح لاصقة أو أغطية عين خاصة للحفاظ على العين رطبة ومحفوظة من أي أضرار بيئية.
نصائح وقائية للحفاظ على صحة العصب السابع
الوقاية تلعب دور مهم في تقليل خطر الإصابة بشلل العصب الوجهي أو غيره من الاضطرابات التي تؤثر على العصب السابع. للحفاظ على صحة هذا العصب الحيوي عليك:
السعي في معالجة العدوى في وقت مبكر لان العدوى الفيروسية مثل فيروس الهربس البسيط من الأسباب الشائعة لشلل العصب السابع. من المهم علاج نزلات البرد، التهابات الأذن، والتهابات الجهاز التنفسي فور ظهورها. بالاضافة لذلك لا تُهمل الأعراض البسيطة مثل الحمى أو التهاب الحلق، لأنها قد تكون مؤشرًا على عدوى تؤثر لاحقًا على الأعصاب، احرص على استشارة الطبيب عند استمرار أي أعراض لأكثر من عدة أيام.
الحفاظ على الدفء وتجنب التعرض المباشر للبرد لان التعرض المفاجئ أو الطويل للهواء البارد – خاصة على الوجه – قد يكون من العوامل المسببة لشلل العصب السابع.
من جهة اخرى من الجيد العمل على تقوية الجهاز المناعي لان الجهاز المناعي القوي يقلل من فرص الإصابة بالفيروسات والالتهابات التي تؤثر على العصب السابع. ويمكن ذلك من خلال:
- تناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C، D، والزنك.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز الدورة الدموية.
- النوم في الوقت المناسب وبالساعات المناسبة للجسم.
- تقليل التوتر و المشي في الطبيعة.
الإكثار من شرب الماء والأعشاب الداعمة مثل الزنجبيل والليمون والعسل.
الخاتمة
إن التعرّف على الأعراض المبكرة لمشكلات العصب الوجهي مثل الضعف الخفيف، التشنجات، أو تغيرات التذوق يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تطور الحالة واستجابتها للعلاج. فهذه العلامات الطفيفة هي طريقة الجسم في التحذير من وجود خلل، ولا ينبغي أبدًا تجاهلها.
الحصول على الرعاية الطبية فور ظهور هذه الأعراض يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء التام. فالتدخل المبكر قد يمنع حدوث مضاعفات مثل شلل العضلات، تلف دائم في الأعصاب، أو مشكلات في العين.
أي تغيّرات في إحساس الوجه، أو تعابيره، أو تماثله. وجهك يعبّر عن صحتك أنصت إليه جيدًا، وتصرّف مبكرًا.