تُعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي (ACL) إجراءً شائعًا يُجرى لإصلاح التمزقات في الرباط الصليبي الأمامي بالركبة، والذي غالبًا ما يحدث نتيجة الإصابات الرياضية أو الحوادث. ورغم أن الجراحة تُعتبر خطوة أساسية لاستعادة استقرار الركبة، إلا أنها تمثل البداية فقط في رحلة التعافي. يلعب العلاج الطبيعي دورًا محوريًا في استعادة القوة، والحركة، والوظائف الطبيعية للركبة بعد الجراحة. وبدون برنامج إعادة تأهيل مُنظم، قد يتعرض المريض لتأخر في التعافي أو ظهور مضاعفات. في هذه المقالة، سنلقي الضوء على الجدول الزمني للتعافي ونوضح متى يبدأ العلاج الطبيعي عادةً، مع التركيز على أهميته لتحقيق عودة آمنة وكاملة إلى الأنشطة اليومية والرياضية.
دور العلاج الطبيعي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي
العلاج الطبيعي يمثل جزءًا لا يتجزأ من عملية التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي. فهو ليس مجرد خيار إضافي، بل هو جزءًا أساسيًا من عملية التعافي بعد الجراحة لتحقيق الشفاء الكامل وضمان عودة الركبة إلى وظائفها الطبيعية. يتناول هذا القسم أهمية العلاج الطبيعي والفوائد العديدة التي يمكن تحقيقها عند البدء به في الوقت المناسب.
لماذا يُعد العلاج الطبيعي ضروريًا؟
بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي، تتعرض الركبة والجسم لتغيرات عديدة تشمل ضعف العضلات، فقدان المرونة، وتحديات في التحكم الحركي. العلاج الطبيعي يساعد في التغلب على هذه التحديات من خلال:
- إعادة بناء قوة العضلات المحيطة بالركبة لدعمها ومنع الإجهاد الزائد.
- تحسين مرونة الأنسجة واستعادة نطاق الحركة الكامل.
- تعزيز التوازن والتنسيق الحركي الضروري للأنشطة اليومية والرياضية.
فوائد البدء بالعلاج الطبيعي في الوقت المناسب
البدء المبكر بالعلاج الطبيعي وفقًا لتوصيات الطبيب يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في سرعة وجودة التعافي. ومن أبرز هذه الفوائد:
- منع التيبس: يساعد العلاج الطبيعي في الحفاظ على حركة المفصل ومنع تصلبه، وهو أمر شائع بعد الجراحة نتيجة التورم وقلة الحركة، تمارين الإطالة الخفيفة والتقنيات المخصصة تساعد في تحسين ليونة الركبة بشكل تدريجي.
- استعادة نطاق الحركة: بعد الجراحة، قد يواجه المرضى صعوبة في ثني أو مد الركبة بشكل كامل، من خلال تمارين مستهدفة، يمكن استعادة الحركة الطبيعية تدريجيًا، مما يتيح للمريض العودة إلى أنشطته اليومية بسهولة.
- تقوية الركبة : الجراحة وحدها لا تعيد القوة المفقودة في العضلات المحيطة بالركبة. تمارين تقوية العضلات مثل عضلات الفخذ والأوتار الخلفية تُساهم في تعزيز استقرار الركبة وحمايتها من الإصابات المستقبلية.
- تقليل الألم والتورم: تساعد التمارين الموجهة وتقنيات العلاج المختلفة في تخفيف الآلام بعد الجراحة.
- منع المضاعفات: يساهم التحرك المبكر في تقليل مخاطر التجلطات الدموية أو تكون الأنسجة الليفية.
- الاستعداد للأنشطة اليومية والرياضة: يُعد التقدم التدريجي خلال العلاج ضمانًا للعودة الآمنة للحياة اليومية والأنشطة الرياضية.
العلاج الطبيعي ليس مجرد تمرينات عشوائية، بل هو خطة علاجية مُخصصة تهدف إلى تحسين جودة الحياة بشكل تدريجي ومدروس.
الجدول الزمني العام لبدء العلاج الطبيعي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي
التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي ليس عملية فورية، بل هو رحلة منظمة تمتد على مراحل متعددة، ولكل مرحلة أهداف محددة تهدف إلى استعادة الحركة والقوة تدريجيًا. يبدأ العلاج الطبيعي عادةً بعد الجراحة مباشرةً أو خلال فترة قصيرة، حيث يُخصص كل أسبوع لتحقيق تقدم ملحوظ في التعافي. تتطلب هذه المراحل التعاون الوثيق بين المريض والمعالج الطبيعي لتحقيق أفضل النتائج. في هذا القسم، سنستعرض أولى المراحل بعد الجراحة.
المرحلة المباشرة بعد الجراحة (اليوم الأول – الأسبوع الثاني)
تُعتبر هذه المرحلة حجر الأساس لرحلة التعافي، حيث تركز على معالجة الأعراض الناتجة عن الجراحة وتهيئة الركبة للمراحل القادمة من العلاج الطبيعي.
التركيز على إدارة الألم وتقليل التورم
يعد الألم والتورم من الأعراض الشائعة بعد جراحة الرباط الصليبي، ويمكن أن يؤثران بشكل كبير على قدرة المريض على التحرك.
يتم استخدام تقنيات مختلفة لإدارة هذه الأعراض، مثل تطبيق الكمادات الباردة بشكل منتظم، ورفع الساق لتقليل التورم، وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
يساعد تقليل الألم والتورم في تحضير الركبة لبدء التمارين الأولية.
التمارين البسيطة والمستهدفة
- تُعد التمارين الخفيفة ضرورية لتحفيز الدورة الدموية في الساقين ومنع تصلب الركبة. ومن أهم التمارين التي يتم التركيز عليها:
- تمرين ضخ الكاحل (Ankle Pumps):
يتم تحريك الكاحل لأعلى وأسفل ببطء لتحفيز تدفق الدم وتقليل خطر التجلطات الدموية. - تمارين شد عضلة الفخذ (Quad Sets):
يتم الضغط برفق على عضلة الفخذ مع محاولة بسط الركبة بشكل بسيط للحفاظ على نشاط العضلات ومنع ضعفها.
- تمرين ضخ الكاحل (Ankle Pumps):
- هذه التمارين لا تسبب ضغطًا كبيرًا على الركبة، لكنها تلعب دورًا هامًا في تحسين الحركة الأولية وتحفيز عملية الشفاء.
مع انتهاء هذه المرحلة، يصبح المريض مستعدًا للانتقال إلى مراحل أكثر تقدمًا من العلاج الطبيعي، والتي تهدف إلى تعزيز نطاق الحركة وتقوية العضلات بشكل أكبر.
مرحلة إعادة التأهيل المبكرة (الأسبوع الثاني – الأسبوع السادس)
تُعد مرحلة إعادة التأهيل المبكرة خطوة محورية في عملية التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي. خلال هذه الفترة، يبدأ المريض بالانتقال من تمارين خفيفة إلى برنامج أكثر تنظيمًا واستهدافًا لاستعادة الحركة والقوة، تحت إشراف معالج طبيعي متخصص.
الإدخال التدريجي للعلاج الطبيعي المُوجه
- مع تراجع التورم وتحسن إدارة الألم، يصبح المريض قادرًا على البدء في جلسات علاج طبيعي موجهة.
- تشمل هذه الجلسات تمارين مُصممة بعناية تستهدف تحسين وظيفة الركبة دون الضغط عليها بشكل مفرط.
- يعتمد المعالج الطبيعي على تقييم دقيق لحالة المريض لضبط مستوى التمارين، مع الحرص على تجنب أي حركات قد تؤدي إلى إجهاد الرباط المُعالج.
- قد تتضمن الجلسات تقنيات إضافية مثل العلاج اليدوي لتحسين مرونة الركبة وتخفيف أي تصلب.
التركيز على استعادة نطاق الحركة والقوة الأساسية
1. استعادة نطاق الحركة:
- تُعد استعادة القدرة على ثني ومد الركبة بالكامل من الأهداف الرئيسية في هذه المرحلة.
- يتم استخدام تمارين مثل تمارين التمدد والاستلقاء لتحسين المرونة تدريجيًا.
- قد يُطلب من المريض استخدام أدوات مثل الدراجات الثابتة بحركات خفيفة لتجنب تصلب المفاصل وتعزيز الحركة.
2. تقوية العضلات الأساسية:
- تُستهدف العضلات المحيطة بالركبة، بما في ذلك عضلات الفخذ، أوتار الركبة، وعضلات الساق، لضمان دعم واستقرار المفصل.
- تشمل التمارين البسيطة التي تُستخدم لهذه الغاية تمارين رفع الساق المستقيمة وتمارين التوازن البسيطة لتحسين التحكم العضلي.
- يتم استخدام أدوات مثل أشرطة المقاومة لتقديم مستوى من التحدي المناسب لحالة المريض.
التقدم التدريجي
- في نهاية هذه المرحلة، يبدأ المريض بملاحظة تحسن ملحوظ في نطاق الحركة وقدرته على أداء الأنشطة اليومية.
- من المهم الالتزام بالتعليمات المقدمة من المعالج الطبيعي وعدم التسرع في التقدم إلى مراحل أكثر شدة لضمان الشفاء التام وتجنب أي مضاعفات.
تمثل هذه المرحلة أساسًا قويًا للانتقال إلى الخطوات التالية في خطة إعادة التأهيل، حيث يتم التركيز بشكل أكبر على تقوية الركبة وإعادة تأهيلها للأنشطة البدنية المتقدمة.
استكشف خدماتنا الصحية الشاملة والرعاية الطبية الموثوقة.
المرحلة المتوسطة (الأسبوع السادس – الأسبوع الثاني عشر)
في هذه المرحلة، يكون المريض قد قطع شوطًا كبيرًا في التعافي وأصبح مستعدًا للانتقال إلى مستوى أعلى من التمارين لاستعادة التوازن، القوة، والمرونة بشكل أكثر فعالية. يُعد هذا الوقت حاسمًا في تعزيز قدرات الركبة وتحضيرها للأنشطة البدنية اليومية والرياضية تدريجيًا.
تمارين متقدمة للتوازن والقوة والمرونة
- يتم التركيز في هذه المرحلة على تطوير قدرة المريض على الحفاظ على التوازن وتقوية العضلات المحيطة بالركبة.
- تشمل التمارين المتقدمة:
- تمارين التوازن: مثل الوقوف على ساق واحدة باستخدام أداة توازن لتطوير التحكم الحركي.
- تمارين القوة: مثل تمارين السكوات المحدودة وتمارين تمديد الساق باستخدام أوزان خفيفة لتحفيز العضلات دون إجهاد الركبة.
- تمارين المرونة: كالإطالة الديناميكية لتحسين نطاق الحركة بشكل متقدم ودون أي شعور بعدم الراحة.
- تُستخدم أدوات مثل أشرطة المقاومة أو الكرات الطبية لتقديم تحديات إضافية تتناسب مع تقدم حالة المريض.
إدخال أنشطة تحمل الوزن بشكل مُسيطر عليه
- في هذه المرحلة، يبدأ المريض تدريجيًا في إدخال أنشطة تحمل الوزن لتعزيز قوة الركبة وقدرتها على تحمل الضغط.
- تشمل هذه الأنشطة:
- المشي ببطء مع استخدام أدوات مساعدة إذا لزم الأمر مثل العكازات.
- تمارين الخطوة (Step-Up) باستخدام صندوق صغير لتحسين القدرة على تحمل الوزن في الحركات الصاعدة والنازلة.
- استخدام جهاز المشي أو الدراجة الثابتة بسرعات ومقاومات خفيفة لتحفيز العضلات دون تحميل زائد على المفصل.
- يتم تنفيذ هذه التمارين تحت إشراف المعالج الطبيعي للتأكد من سلامة الأداء ومنع حدوث أي إجهاد زائد أو إصابات.
التقدم التدريجي نحو الأنشطة اليومية
مع نهاية هذه المرحلة، يصبح المريض قادرًا على أداء العديد من الأنشطة اليومية مع تقليل الاعتماد على الأجهزة المساعدة. يُعزز هذا التقدم شعور الثقة لدى المريض ويهيئه للانتقال إلى الأنشطة الأكثر تطورًا واستعدادًا لاستعادة نمط حياته الطبيعي.
المرحلة المتأخرة من إعادة التأهيل (3 – 6 أشهر)
تُعد هذه المرحلة من إعادة التأهيل مرحلة حاسمة في العودة إلى النشاطات البدنية المتقدمة، حيث يركز العلاج الطبيعي على استعادة القوة والمرونة والقدرة على تحمل الأنشطة التي تتطلب حركات أكثر تعقيدًا، مثل الرياضات ذات التأثير العالي. في هذه المرحلة، يبدأ المريض في التكيف مع المتطلبات البدنية التي تشبه تلك التي يواجهها في الرياضات أو الأنشطة اليومية المكثفة.
العودة إلى التدريب المتخصص في الرياضة والتمارين ذات التأثير العالي
- مع تحسن حالة الركبة وزيادة قوتها ومرونتها، يبدأ المريض في دمج التمارين والأنشطة التي تتطلب قفزات، ركضًا، وحركات مفاجئة، وهي جزء أساسي من التمارين الرياضية الأكثر تقدمًا.
- يتضمن ذلك:
- التدريب الرياضي المتخصص: مثل الجري الخفيف، تمارين القفز، والتحركات الجانبية، مما يساعد في استعادة مهارات التنسيق والتفاعل السريع.
- تمارين القوة والتحدي: تتضمن تدريبات مقاومة باستخدام الأوزان أو أشرطة المقاومة لزيادة التحمل العضلي والتحضير للعودة إلى الأنشطة الرياضية المعقدة.
- التمارين ذات التأثير العالي: مثل القفز على الحواجز أو استخدام معدات الجري المختلفة لتحفيز الركبة على التعامل مع الحركة السريعة والمتكررة.
- يتم تصميم هذه الأنشطة بشكل تدريجي حسب قدرة المريض على التحمل ومستوى استجابته للعلاج، ويجب أن تتم تحت إشراف مختص لضمان أمان الركبة أثناء التمرين.
في هذه المرحلة، يتم اختبار قدرة الركبة على تحمل الإجهاد والضغط الذي يتم تطبيقه خلال الأنشطة الرياضية.
الاستعداد للعودة التامة إلى الرياضة والأنشطة اليومية
- تهدف هذه المرحلة إلى التأكد من أن الركبة قادرة على تحمل متطلبات الأنشطة الرياضية المحددة مثل كرة القدم، كرة السلة، أو الجري.
- يعمل المعالج الطبيعي على إجراء اختبارات محددة لتقييم قدرة الركبة على العودة بشكل كامل إلى الأنشطة عالية التأثير.
- يُشجع المرضى في هذه المرحلة على ممارسة الأنشطة الرياضية التي كانت تُعتبر صعبة أو مستحيلة في المراحل السابقة، مع المراقبة الدقيقة للتأكد من أن الركبة تتفاعل بشكل صحيح مع التمارين.
تُعد هذه المرحلة مرحلة حاسمة لضمان أن المريض قادر على العودة إلى الرياضة بشكل كامل وآمن، مع تقليل مخاطر الإصابات المستقبلية وضمان أن الركبة قادرة على التحمل في المدى الطويل.
الشفاء الكامل (6 – 12 شهرًا)
تُعتبر هذه المرحلة المرحلة النهائية في رحلة التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي، حيث يكون المريض قد استعاد معظم وظائف الركبة والقدرة على العودة إلى الأنشطة الرياضية. التركيز في هذه الفترة يكون على ضمان الشفاء التام، مراقبة حالة الركبة بشكل مستمر، ومنع الإصابات المتكررة.
الشفاء الكامل (6 – 12 شهرًا)
تُعتبر هذه المرحلة المرحلة النهائية في رحلة التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي، حيث يكون المريض قد استعاد معظم وظائف الركبة والقدرة على العودة إلى الأنشطة الرياضية. التركيز في هذه الفترة يكون على ضمان الشفاء التام، مراقبة حالة الركبة بشكل مستمر، ومنع الإصابات المتكررة.
مراقبة ومنع الإصابات المتجددة
- بالرغم من التحسن الكبير في حركة الركبة وقوتها، إلا أن الركبة قد تكون أكثر عرضة للإصابة في بداية العودة إلى الأنشطة الرياضية.
- يركز العلاج الطبيعي في هذه المرحلة على تعزيز استقرار الركبة وتقويتها بشكل أكبر من خلال تمارين وقائية لتقليل مخاطر الإصابة المستقبلية، مثل:
- تمارين تقوية العضلات بشكل مستمر، وخاصة عضلات الفخذ والأوتار الخلفية، التي تلعب دورًا حيويًا في دعم الركبة أثناء الأنشطة الرياضية.
- تدريبات توازن إضافية لتعزيز التنسيق بين العضلات وضمان التحكم الجيد في الحركة.
- تقنيات الوقاية من الإصابات مثل الإحماء الجيد قبل التمرين، والتمدد المستمر، والراحة الكافية بعد التمارين.
- يتم مراقبة الركبة عن كثب من خلال اختبارات متقدمة لضمان قدرتها على التحمل وعدم وجود أي علامات للإصابة أو التورم.
برامج مخصصة للرياضيين
- في هذه المرحلة، يعود الرياضيون إلى برامج تدريبية أكثر تخصيصًا لتناسب رياضاتهم الخاصة. يُعد هذا ضروريًا لضمان أن الركبة قادرة على تحمل التدريبات الرياضية المكثفة.
- يتم وضع برامج تدريبية مخصصة بناءً على نوع الرياضة التي يمارسها الفرد، بحيث تركز على:
- تطوير القوة العضلية المتوازنة في الساقين.
- تحسين التفاعل الحركي والقدرة على التكيف مع الحركات السريعة والمفاجئة.
- استعادة القدرة على أداء الحركات الرياضية الخاصة مثل التوقف المفاجئ، التوجيه السريع، والركض لمسافات طويلة.
- يُشرف المعالج الطبيعي على هذه البرامج لضمان تنفيذها بشكل آمن وتدريجي، مع تعديل التمارين حسب التقدم الذي يحرزه المريض.
- كما يُمكن استخدام تقنيات رياضية إضافية مثل التدريبات على المحاكاة أو تمارين مع معدات متخصصة لمحاكاة حركة اللعبة وتحسين الأداء العام.
العوامل المؤثرة في بدء العلاج الطبيعي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي
تتعدد العوامل التي تؤثر على توقيت بدء العلاج الطبيعي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي، حيث تختلف خطط العلاج من مريض لآخر بناءً على عدة متغيرات تتعلق بالحالة الصحية للمريض، نوع الجراحة، ودرجة الإصابة. في هذا القسم، سنستعرض العوامل الرئيسية التي تحدد توقيت العلاج الطبيعي وتؤثر في مسار عملية التعافي.
شدة تمزق الرباط الصليبي الأمامي
- تعتبر شدة تمزق الرباط الصليبي أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في توقيت بدء العلاج الطبيعي.
- في حالة التمزق الكلي للرباط الصليبي، يتطلب المريض عادةً فترة تعافي أطول قبل البدء في العلاج الطبيعي مقارنة بحالة التمزق الجزئي.
- كلما كانت الإصابة أكثر شدة، كان من الضروري أن يتأخر بدء العلاج الطبيعي لضمان الشفاء الكامل للرباط قبل تطبيق تمارين قد تؤدي إلى إجهاد الركبة.
نوع الجراحة المُنفذة
- نوع الجراحة التي تم إجراؤها يلعب دورًا كبيرًا في تحديد توقيت بدء العلاج الطبيعي.
- في جراحة إصلاح الرباط الصليبي باستخدام الطعوم (مثل الطعوم من الأوتار أو الطعوم الصناعية)، قد يستدعي الأمر تأخير بدء العلاج الطبيعي لفترة أطول مقارنة بالجراحة الأقل تعقيدًا.
- الجراحة ذات الحد الأدنى من التدخل الجراحي (مثل الجراحة باستخدام المنظار) قد تسمح بالبدء في العلاج الطبيعي في وقت أقرب.
- كل نوع جراحة له توصيات خاصة بشأن الوقت المثالي لبدء جلسات العلاج الطبيعي.
توصيات الجراح والمعالج الطبيعي
- بناءً على تقييم الجراح والمعالج الطبيعي لحالة المريض، يتم تحديد الوقت الأنسب لبدء العلاج الطبيعي.
- عادةً ما يعتمد المعالج الطبيعي والجراح على نتائج الفحوصات مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى تقييم حالة الركبة بعد الجراحة لتحديد مدى استعدادها للتمارين.
- يمكن أن تختلف توصيات الأطباء حسب الحالة الصحية الفردية للمريض ونجاح العملية الجراحية.
معدلات التعافي الفردية والحالات الصحية المسبقة
- تختلف معدلات التعافي من مريض لآخر بناءً على مجموعة من العوامل مثل العمر، مستوى اللياقة البدنية، والتاريخ الطبي.
- المرضى الذين يعانون من حالات صحية مسبقة مثل السكري أو مشاكل القلب قد يحتاجون إلى فترة أطول للتعافي قبل بدء العلاج الطبيعي.
- التقدم البطيء أو السريع في الشفاء يمكن أن يؤثر أيضًا في تحديد الموعد المثالي لبدء العلاج الطبيعي.
- من المهم أن يتم تكييف العلاج الطبيعي بناءً على حالة المريض الفردية لضمان أفضل نتائج.
تجمع هذه العوامل في تحديد الخطة العلاجية المثلى للمريض، مما يضمن أن العلاج الطبيعي يتم في الوقت الذي يساعد في تعزيز الشفاء ويقلل من مخاطر الإصابة المستقبلية.
الخاتمة
إن توقيت بدء العلاج الطبيعي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي يُعد من أهم العوامل التي تؤثر على نجاح عملية التعافي. بدء العلاج في الوقت المناسب يضمن تقليل التورم، تحسين نطاق الحركة، واستعادة القوة العضلية اللازمة لدعم الركبة ومنع الإصابات المستقبلية.
من الضروري أن يدرك المرضى أن كل حالة تختلف عن الأخرى، وأن الالتزام بخطة علاجية مصممة خصيصًا تحت إشراف طبي متخصص يساهم بشكل كبير في تحقيق أفضل النتائج. لذا، يُشجع المرضى دائمًا على استشارة الجراح والمعالج الطبيعي للحصول على إرشادات فردية تتناسب مع حالتهم وظروفهم الصحية، مما يضمن رحلة تعافٍ ناجحة وآمنة.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
1. متى يمكنني المشي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي؟
- يعتمد الوقت الذي يمكن فيه للمريض المشي على نوع الجراحة ومدى استجابة الركبة للتعافي.
- في معظم الحالات، يُسمح بالمشي بمساعدة العكازات في غضون 1-2 أسبوع بعد الجراحة، مع مراعاة توجيهات الطبيب.
- يُشدد الأطباء والمعالجون على أهمية تجنب تحميل الوزن الزائد على الركبة خلال الأيام الأولى لضمان الشفاء السليم للرباط.
2. هل بدء العلاج الطبيعي مبكرًا مؤلم؟
- من الطبيعي أن يشعر المريض ببعض الانزعاج عند بدء العلاج الطبيعي، خاصة في المراحل الأولى.
- تمارين العلاج الطبيعي الأولية تهدف إلى تقليل التورم وتحسين نطاق الحركة، وقد تكون غير مريحة في البداية لكنها لا ينبغي أن تسبب ألمًا حادًا.
- من المهم أن يتواصل المريض مع المعالج إذا شعر بألم شديد لتعديل التمارين أو جدول العلاج.
3. ماذا يحدث إذا تأخر بدء العلاج الطبيعي؟
- تأخير العلاج الطبيعي قد يؤدي إلى مضاعفات مثل:
- تيبس المفصل: مما يقلل من مرونة الركبة وقدرتها على الحركة.
- ضعف العضلات المحيطة بالركبة: والذي قد يجعل التعافي أكثر صعوبة ويطيل مدة العلاج.
- زيادة مخاطر الإصابة المستقبلية: بسبب ضعف استقرار الركبة وضعف استعادة قوتها.
- كلما طالت فترة التأخير، زادت الحاجة إلى خطة علاجية مكثفة لاستعادة الوظائف المفقودة.